* (منكم) * أي: من أحراركم من الرجال والنساء * (ثلاث مرات) * أي: ثلاثة أوقات; ثم بينها فقال: * (من قبل صلاة الفجر) * وذلك لأن الإنسان قد يبيت عريانا، أو على حالة لا يحب أن يطلع عليه فيها * (وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) * أي: القائلة * (ومن بعد صلاة العشاء) * حين يأوي الرجل إلى زوجته، * (ثلاث عورات) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: " ثلاث عورات " برفع الثاء من " ثلاث "، والمعنى: هذه الأوقات هي ثلاث عورات، لأن الإنسان يضع فيها ثيابه، فربما بدت عورته. وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم:
" ثلاث عورات " بنصب الثاء; قال أبو علي: وجعلوه بدلا من قوله: " ثلاث مرات " والأوقات ليست عورات، ولكن المعنى: أنها أوقات ثلاث عورات، فلما حذف المضاف أعرب [بإعرابه]. وقرأ أبو عبد الرحمن سلمي، وسعيد بن جبير، والأعمش: " عورات " بفتح الواو، * (ليس عليكم) * يعني: المؤمنين الأحرار * (ولا عليهم) * يعني: الخدم والغلمان * (جناح) * أي:
حرج * (بعدهن) * أي: بعد مضي هذه الأوقات أن لا يستأذنوا، فرفع الحرج عن الفريقين، * (طوافون عليكم) * أي: هم، يطوف * (بعضكم على بعض) * أي: يطوف بعضكم وهم المماليك على بعض وهم الأحرار.
فصل وأكثر علماء المفسرين على أن هذه الآية محكمة، وممن روي عنه ذلك ابن عباس، والقاسم ابن محمد، وجابر بن زيد، والشعبي. وحكي عن سعيد بن المسيب أنها منسوخة بقوله: * (وإذا بلغ الأطفال منكم) * أو من الأحرار الحلم، فليستأذنوا، أي: في جميع الأوقات في الدخول عليكم * (كما استأذن الذين من قبلهم) * يعني: كما استأذن الأحرار الكبار، الذين هم قبلهم في الوجود، وهم الذين أمروا بالاستئذان على كل حال; فالبالغ يستأذن في كل وقت، والطفل والمملوك يستأذنان في العورات الثلاث.
قوله تعالى: * (والقواعد من النساء) * قال ابن قتيبة: يعني: العجز، واحدها: قاعد، ويقال: إنما قيل لها: قاعد، لقعودها عن الحيض والولد، وقد تقعد عن الحيض والولد ومثلها يرجو النكاح، ولا أراها سميت قاعدا إلا بالقعود، لأنها إذا أسنت عجزت عن التصرف وكثرة الحركة، وأطالت القعود، فقيل لها: " قاعد " بلا هاء، ليدل حذف الهاء على أنه قعود كبر، كما قالوا: " امرأة حامل "، ليدلوا بحذف الهاء على أنه حمل حبل، وقالوا في غير ذلك: قاعدة في بيتها، وحاملة على ظهرها.
قوله تعالى: * (أن يضعن ثيابهن) * أي: عند الرجال; ويعني بالثياب: الجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار، هذا المراد بالثياب، لا جميع الثياب، * (غير متبرجات بزينة) * أي:
من غير أن يردن بوضع الجلباب أن ترى زينتهن; والتبرج: إظهار المرأة محاسنها، * (وأن