والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " 18 " قوله تعالى: * (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) * أي: ألم تعلم. وقد بينا في سورة (النحل) معنى السجود في حق من يعقل، ومن لا يعقل.
قوله تعالى: * (وكثير من الناس) * يعني: المؤمنين الذين يسجدون لله.
وفي قوله تعالى: * (وكثير حق عليه العذاب) * قولان:
أحدهما: أنهم الكفار، وهم يسجدون، وسجودهم سجود ظلهم، قاله مقاتل.
والثاني: أنهم لا يسجدون; والمعنى: وكثير من الناس أبى السجود، فحق عليه العذاب، لتركه السجود، هذا قول الفراء.
قوله تعالى: * (ومن يهن الله) * أي: من يشقه الله فما له من مسعد، * (إن الله يفعل ما يشاء) * في خلقه من الكرامة والإهانة.
هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم " 19 " يصهر به ما في بطونهم والجلود " 20 " ولهم مقامع من حديد " 21 " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق " 22 " قوله تعالى: * (هذان خصمان) * اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في النفر الذين تبارزوا للقتال يوم بدر، حمزة، وعلي، وعبيد بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، هذا قول أبي ذر.
والثاني: أنها نزلت في أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله، وأقدم منكم كتابا، ونبينا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحق بالله، آمنا بمحمد، وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من