منهن بعظيم بالجيم ثم مثناة فعل ماض من المجئ وهذا هو الصواب في هذه الرواية التي فيها بعظيم وأما سائر الروايات ففيها خابت وخسرت فخابت بالخاء المعجمة لعطف وخسرت عليها وقد أغفل من جزم أن الصواب بالجيم والمثناة مطلقا (قوله من فعل ذلك) وفى رواية أخرى من فعلت فالتذكير بالنظر إلى اللفظ والتأنيث بالنظر إلى المعنى (قوله ثم جمعت على ثيابي) أي لبستها جميعها فيه ايماء إلى أن العادة أن الشخص يضع في البيت بعض ثيابه فإذا خرج إلى الناس لبسها (قوله فدخلت على حفصة) يعنى ابنته وبدأ بها لمنزلتها منه (قوله قالت نعم) في رواية عبيد بن حنين انا لنراجعه وفى رواية حماد بن سلمة فقلت الا تتقين الله (قوله أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي) كذا هو بالنصب للأكثر ووقع في رواية عقيل فتهلكين وهو على تقدير محذوف وتقدم في باب المعرفة 3 من كتاب المظالم أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكين قال أبو علي الصدفي الصواب أفتأمنين وفى آخره فتهلكي كذا قال وليس بخطا لامكان توجيهه وفى رواية عبيد بن حنين فتهلكن بسكون الكاف على خطاب جماعة النساء وعنده فقلت تعلمين وهو بتشديد اللام انى أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله (قوله لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم) أي لا تطلبي منه الكثير وفى رواية يزيد بن رومان لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فان رسول الله ليس عنده دنانير ولا دراهم فما كان لك من حاجة حتى دهنة فسليني (قوله ولا تراجعيه في شئ) أي لا ترادديه في الكلام ولا تردى عليه قوله (قوله ولا تهجريه) أي ولو هجرك (قوله ما بدا لك) أي ظهر لك (قوله ولا يغرنك أن) بفتح الألف وبكسرها أيضا (قوله جارتك) أي ضرتك أو هو على حقيقته لأنها كانت مجاورة لها والأولى أن يحمل اللفظ هنا على معنييه لصلاحيته لكل منهما والعرب تطلق على الضرة جارة لتجاورهما المعنوي لكونهما عند شخص واحد وان لم يكن حسيا وقد تقدم شئ من هذا في أواخر شرح حديث أم زرع ووقع في حديث حمل بن مالك كنت بين جاريتين يعنى ضرتين فإنه فسره في الرواية الأخرى فقال امرأتين وكان ابن سيرين يكره تسميتها ضرة ويقول إنها لا تضر ولا تنفع ولا تذهب من رزق الأخرى بشئ وانما هي جارة والعرب تسمى صاحب الرجل وخليطه جارا وتسمى الزوجة أيضا جارة لمخالطتها الرجل وقال الرقطي اختار عمر تسميتها جارة أدبا منه أن يضاف لفظ الضرر إلى أحد من أمهات المؤمنين (قوله أوضأ) من الوضاءة ووقع في رواية معمر أوسم بالمهملة من الوسامة وهى العلامة والمراد أجمل كان الجمال وسمه أي أعلمه بعلامة (قوله وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم) المعنى لا تغتري بكون عائشة تفعل ما نهيتك عنه فلا يؤاخذها بذلك فإنها تدل بجمالها ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فيها فلا تغتري أنت بذلك لاحتمال أن لا تكوني عنده في تلك المنزلة فلا يكون لك من الادلال مثل الذي لها ووقع في رواية عبيد بن حنين أبين من هذا ولفظه ولا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ووقع في رواية سليمان بن بلال عند مسلم أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بواو العطف وهى أبين وفى رواية الطيالسي لا تغتري بحسن عائشة وحب رسول الله إياها وعند ابن سعد في رواية أخرى انه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب يعنى بنت جحش والذي وقع في رواية سليمان بن بلال والطيالسي يؤيد ما حكاه السهيلي عن بعض المشايخ أنه جعله من باب حذف حرف العطف واستحسنه من سمعه وكتبوه حاشية قال السهيلي
(٢٤٦)