الإمام الحسين (عليه السلام) في مجلس الوليد [276] - 59 - ابن أعثم:
ثم دخل الحسين (عليه السلام) على الوليد بن عتبة فسلم عليه، فرد عليه ردا حسنا، ثم أدناه وقربه؛ ومروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد، وقد كان بين مروان وبين الوليد منافرة ومفاوضة، فأقبل الحسين (عليه السلام) على الوليد فقال: أصلح الله الأمير، والصلاح خير من الفساد، والصلة خير من الخشناء والشحناء، وقد آن لكما أن تجتمعا، فالحمد لله الذي ألف بينكما. فلم يجيباه في هذا بشيء.
فقال الحسين (عليه السلام): هل أتاكم من معاوية كائنة خبر فإنه كان عليلا وقد طالت علته، فكيف حاله الآن؟ فتأوه الوليد وتنفس الصعداء وقال: أبا عبد الله!
آجرك الله في معاوية، فقد كان لك عم صدق وقد ذاق الموت، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد!
فقال الحسين (عليه السلام): إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظم الله لك الأجر، أيها الأمير! ولكن لماذا دعوتني؟
فقال: دعوتك للبيعة، فقد اجتمع عليه الناس!
فقال الحسين (عليه السلام): إن مثلي لا يعطي بيعته سرا، وإنما أحب أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة، ولكن إذا كان من الغد ودعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم فيكون أمرنا واحدا.
فقال له الوليد: أبا عبد الله! لقد قلت فأحسنت في القول وأحببت جواب مثلك وكذا ظني بك، فانصرف راشدا على بركة الله حتى تأتيني غدا مع الناس. (1)