ألا إن الحرب شرها ذريع (1)، وطعمها فظيع، وهي جرع مستحساة، فمن أخذ لها أهبتها، واستعد لها عدتها، ولم يألم كلومها عند حلولها فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها، فذاك قمن (2) أن لا ينفع قومه وإن يهلك نفسه، نسأل الله بقوته أن يدعمكم بالفئة ثم نزل. (3) شجاعة الحسين (عليه السلام) [122] - 43 - الطريحي: نقل عن لوط بن يحيى في تاريخه قال: قال عبد الله بن قيس بن ورقة:
كنت ممن غزا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين، وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء وحرزه عن الناس، فشكى المسلمون العطش، فأرسل فوارس على كشفه، فانصرفوا خائبين، فضاق صدره، فقال له ولده الحسين (عليه السلام): أمضي إليه يا أبتاه؟!
فقال: امض يا ولدي! فمضى مع فوارس، فهزم أبا أيوب عن الماء، وبنى خيمته وحط فوارسه، وأتى إلى أبيه وأخبره، فبكى علي (عليه السلام)، فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟! وهذا أول فتح بوجه [ببركة] الحسين (عليه السلام).
قال: صحيح يا قوم! ولكن سيقتل عطشانا بطف كربلاء، حتى تنفر فرسه وتحمحم وتقول: الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها! (4)