موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) - الصفحة ٤٠٦
فقال الحسين (عليه السلام): لا بد من العراق.
فقال محمد بن الحنفية: إني والله! ليحزنني فراقك، وما أقعدني عن المسير معك إلا لأجل ما أجده من المرض الشديد، فوالله، يا أخي! ما أقدر أن أقبض على قائم سيف ولا كعب رمح، فوالله! لا فرحت بعدك أبدا، ثم بكى شديدا حتى غشي عليه، فلما أفاق من غشيته قال: يا أخي! استودعك الله من شهيد مظلوم، وودعه الحسين (عليه السلام) وسار من المدينة. (1) وفي أكثر كتب التاريخ: أنه (عليه السلام) خرج من مكة إلى الكوفة ولم يسر إلى المدينة، وأول موضع مر به (عليه السلام) بعد مكة، التنعيم. (2) التنعيم [361] - 144 - الطبري:
ثم إن الحسين (عليه السلام) أقبل حتى مر بالتنعيم، فلقي بها عيرا قد أقبل بها من اليمن، بعث بها بحير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية - وكان عامله على اليمن - وعلى العير الورس والحلل ينطلق بها إلى يزيد، فأخذها الحسين (عليه السلام) فانطلق بها.
ثم قال لأصحاب الإبل: لا أكرهكم، من أحب أن يمضي معنا إلى العراق أوفينا كراءه وأحسنا صحبته، ومن أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض.
فمن فارقه منهم حوسب فأوفى حقه، ومن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه. (3)

١ - معالي السبطين ١: ٢٢٩، أسرار الشهادة: ٢٤٦، مقتل الحسين ومصرع أهل بيته: ٦١.
٢ - التنعيم: موضع على فرسخين من مكة، وهو بين مكة وسرف، عن يمينه جبل اسمه نعيم، وعن شماله آخر اسمه ناعم، والوادي نعيمان وبه مسجد، معجم البلدان - ٢: ٤٩.
٣ - تأريخ الطبري ٣: ٢٩٦، الإرشاد: ٢١٩ وفيه بدل كلمة " مكاننا "، " في بعض الطريق "، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي ١: ٢٢٠، الكامل في التأريخ ٢: ٥٤٧، وفيه أعطينا نصيبه من الكراء، اللهوف: ٣٠، مثير الأحزان: ٤٢، بحار الأنوار ٤٤: ٣٦٧، أعيان الشيعة ١: ٥٩٤، وقعة الطف: 157.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست