الصفاح [362] - 145 - المفيد:
ثم سار حتى بلغ الصفاح (1)، وروي عن الفرزدق أنه قال: حججت بأمي في سنة ستين، فبينما أنا أسوق بعيرها حتى دخلت الحرم إذ لقيت الحسين (عليه السلام) خارجا من مكة، معه أسيافه وأتراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي (عليهما السلام)، فأتيته وسلمت عليه، وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب، بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟
قال: لو لم أعجل لأخذت، ثم قال لي: من أنت؟
قلت: امرؤ من العرب، فلا والله! ما فتشني عن أكثر من ذلك.
ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك؟
فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.
فقال: صدقت، لله الأمر [من قبل ومن بعد] وكل يوم (ربنا) هو في شأن، إن نزل القضاء بما نحب [ونرضى] فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته.
فقلت له: أجل بلغك الله ما تحب، وكفاك ما تحذر، وسألته عن أشياء من نذور