يبكيك يا أخي! وإنما تقدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي وفاطمة وخديجة، وهم ولدوك، وقد أجرى الله لك على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) أنك سيد شباب أهل الجنة، وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجا - وإنما أراد أن يطيب نفسه - قال: فوالله! ما زاده إلا بكاء وانتحابا، وقال: يا أخي! إني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط. (1) [198] - 42 - الصدوق: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) الوفاة، بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله! أتبكى ومكانك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أنت به، وقد قال فيك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال؟ وقد حججت عشرين حجة ماشيا، وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل؟!
فقال (عليه السلام): إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع، وفراق الأحبة. (2) الإمام الحسن (عليه السلام) في آخر لحظاته [199] - 43 - ابن شهرآشوب:
لما أشرف الحسن على الموت، قال له الحسين (عليه السلام): أريد أن أعلم حالك يا أخي!.