فخرج إليهم الحسين (عليه السلام) سريعا فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم، وأقبل الحسين (عليه السلام) إلى منزله، فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبة: عصيتني حتى أنفلت الحسين (عليه السلام) من يدك، أما والله! لا تقدر على مثلها أبدا، ووالله! ليخرجن عليك وعلى أمير المؤمنين، فاعلم ذلك.
فقال له الوليد بن عتبة: ويحك! أشرت علي بقتل الحسين (عليه السلام)! وفي قتله ذهاب ديني ودنياي، والله! ما أحب أن أملك الدنيا بأسرها وأني قتلت الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء (عليهم السلام)، والله! ما أظن أحدا يلقى الله بقتل الحسين (عليه السلام) إلا وهو خفيف الميزان عند الله، لا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم. فسكت مروان. (1) [279] - 62 - الصدوق: فقال الحسين (عليه السلام):
يا عتبة (2)! قد علمت أنا أهل بيت الكرامة، ومعدن الرسالة، وأعلام الحق الذين أو دعه الله عز وجل قلوبنا، وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عز وجل، ولقد سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا!؟ (3) [280] - 63 - ابن عساكر:
قد كان الوليد أغلظ للحسين (عليه السلام)، فشتمه الحسين، وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه، فقال الوليد: إن هجنا بأبي عبد الله إلا أسدا! فقال له مروان - أو بعض جلسائه - اقتله! قال الوليد: إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف.
فلما صار الوليد إلى منزله قالت له امرأته أسماء بنت عبد الرحمن بن