وقيامك ببغضنا، واعتراضك بني هاشم بالعيوب، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك، ثم سلها الحق عليها ولها، فإن لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك، وقد ظلمناك يا معاوية! فلا توترن غير قوسك، ولا ترمين غير غرضك، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب، فإنك والله! لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه، ولا حدث نفاقه، ولا نظر لك، فانظر لنفسك أودع، يعني عمرو بن العاص. (1) أخذ معاوية البيعة ليزيد [247] - 30 - الأميني:
وكان في خلد معاوية يوم استقرت له الملوكية وتم له الملك العضوض أن يتخذ ابنه ولى عهده ويأخذ له البيعة، ويؤسس حكومة أموية مستقرة في أبناء بيته، فلم يزل يروض لبيعته سبع سنين، يعطي الأقارب، ويداني الأباعد، وكان يبتلعه طورا، ويجتر به حينا بعد حين، يمهد بذلك السبيل، ويسهل حزونته، ولما مات زياد سنة ثلاث وخمسين - وكان يكره تلك البيعة - أظهر معاوية عهدا مفتعلا - على زياد - فقرأه على الناس فيه عقد الولاية ليزيد بعده، وأراد بذلك أن يسهل بيعة يزيد كما قاله المدائني.
وقال أبو عمر: كان معاوية قد أشار بالبيعة ليزيد في حياة الحسن (عليه السلام) وعرض بها، ولكنه لم يكشفها ولا عزم عليها إلا بعد موت الحسن (عليه السلام). (2)