إرسال حبيب إلى حي من بني أسد [437] - 220 - ابن أعثم:
وأقبل حبيب بن مظاهر الأسدي إلى الحسين (عليه السلام)، فقال: يا ابن رسول الله!
هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا، أتأذن لي في المصير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك، فعسى الله أن يدفع بهم عنك؟
قال: قد أذنت لك يا حبيب! فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكرا حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟
فقال: إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم، فإنه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبدا، وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي وقد أتيتكم بهذه النصيحة، فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله! لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد (صلى الله عليه وآله) في عليين.
قال: فوثب إليه رجل من بني أسد يقال له: عبد الله بن بشر (1)، فقال: أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة، ثم جعل يرتجز ويقول:
قد علم القوم إذا تواكلوا * وأحجم الفرسان إذ تناقلوا إني شجاع بطل مقاتل * كأنني ليث عرين باسل ثم تبادر رجال الحي حتى التأم منهم تسعون رجلا، فأقبلوا يريدون الحسين (عليه السلام)، وخرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتى صار إلى عمر بن سعد