إذ يقول الله: (إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العلمين). (١) ثم قال: انظروا إلى الشجرة - وكانت يابسة - وإذا هي قد جرى الماء في عودها، ثم اخضرت وأورقت وعقدت وتدلى حملها على رؤوسنا، ثم التفت إلينا فقال للقوم الذين هم محبوه: مدوا أيديكم وتناولوا وكلوا.
فقلنا: بسم الله الرحمن الرحيم، وتناولنا وأكلنا رمانا لم نأكل قط شيئا أعذب منه وأطيب.
ثم قال للنفر الذين هم مبغضوه: مدوا أيديكم وتناولوا، فمدوا أيديهم فارتفعت، وكلما مد رجل منهم يده إلى رمانة ارتفعت، فلم يتناولوا شيئا، فقالوا: يا أمير المؤمنين! ما بال إخواننا مدوا أيديهم وتناولوا وأكلوا، ومددنا أيدينا فلم ننل؟
فقال (عليه السلام): وكذلك الجنة لا ينالها إلا أولياؤنا ومحبونا، ولا يبعد منها إلا أعداؤنا ومبغضونا.
فلما خرجوا قالوا: هذا من سحر علي بن أبي طالب قليل!
قال سلمان: ماذا تقولون: ﴿أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون﴾ (2). (3) ولاية الإمام علي (عليه السلام) [749] - 9 - المجلسي: أحمد بن محمد بن الصلت، عن ابن عقده، عن محمد بن عيسى بن