علي بكتبكم فكانا آخر من قدم علي من عندكم، وقد فهمت الذي قد قصصتم وذكرتم ولست أقصر عما أحببتم، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وقد أمرته أن يكتب إلي بحالكم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم، وهو متوجه إلى ما قبلكم إن شاء الله تعالى والسلام ولا قوة إلا بالله. فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فقوموا مع ابن عمي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه!
فلعمري! ليس الأمام العامل بالكتاب والعادل بالقسط كالذي يحكم بغير الحق ولا يهدي ولا يهتدي، جمعنا الله وإياكم على الهدى وألزمنا وإياكم كلمة التقوى، إنه لطيف لما يشاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (1) كلامه مع مسلم (عليهما السلام) [325] - 108 - وعنه:
ثم طوى الكتاب وختمه ودعا مسلم بن عقيل؛ فدفع إليه الكتاب وقال (عليه السلام) له:
إني موجهك إلى أهل الكوفة، وهذه كتبهم إلي، وسيقضي الله من أمرك ما يحب ويرضى، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامض على بركة الله حتى تدخل الكوفة، فإذا دخلتها فأنزل عند أوثق أهلها، وادع الناس إلى طاعتي، واخذلهم عن آل أبي سفيان، فإن رأيت الناس مجتمعين على بيعتي فعجل لي بالخبر حتى أعمل على حسب ذلك إن شاء الله تعالى. ثم عانقه وودعه وبكيا جميعا. (2)