جوابه (عليه السلام) عن أشعار يزيد [347] - 130 - ابن أعثم:
وروي أن يزيد بن معاوية كتب كتابا من الشام إلى أهل المدينة على البريد من قريش وغيرهم من بني هاشم وفيه هذه الأبيات:
يا أيها الراكب الغادي لطيته * على عذافرة في سيره قحم أبلغ قريشا على نأي المزار بها * بيني وبين الحسين الله والرحم وموقف بفناء البيت ينشده * عهد الإله وما توفى به الذمم غنيتم قومكم فخرا بأمكم * أم لعمري حصان برة كرم هي التي لا يداني فضلها أحد * بنت الرسول وخير الناس قد علموا وفضلها لكم فضل وغيركم * من يومكم لهم في فضلها قسم إني لأعلم حقا غير ما كذب * والطرف يصدق أحيانا ويقتصم إن سوف يدرككم ما تدعون بها * قتلى تهاداكم العقبان والرخم يا قومنا! لا تشبوا الحرب إذ سكنت * تمسكوا بحبال الخير واعتصموا قد غرت الحرب من قد كان قبلكم * من القرون وقد بادت بها الأمم فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا * فرب ذي بذخ زلت به القدم فنظر أهل المدينة إلى هذه الأبيات ثم وجهوا بها وبالكتاب إلى الحسين بن علي (عليهما السلام)، فلما نظر فيه علم أنه كتاب يزيد بن معاوية، فكتب الحسين (عليه السلام) الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، فإن كذبوك فقل: (لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون). (1) والسلام.
ثم جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه الذين قد عزموا على الخروج معه إلى العراق،