أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (1) بالحراب بطني وتقضمني الثعبانان!
هذا أكبر مما أعطي موسى، وزاد الله محمدا (صلى الله عليه وآله) ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب، ولقد كان النبى (صلى الله عليه وآله) يؤذي قريشا بالدعاء، فقام يوما فسفه أحلامهم، وعاب دينهم، وشتم أصنامهم، وضلل آباءهم، فاغتموا من ذلك غما شديدا، فقال أبو جهل:
والله! للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به!؟ قالوا: لا!
قال: فأنا أقتله! فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به، وإلا تركوني. قال: إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به! قال: إنه كثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به.
فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فطاف بالبيت أسبوعا، ثم صلى وأطال السجود، فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه، فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاغرا فاه نحوه، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده، وطرح الحجر فشدخ رجله، فرجع مدمى، متغير اللون، يفيض عرقا!
فقال له أصحابه: ما رأيناك كاليوم؟! قال: ويحكم أعذروني! فإنه أقبل من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبتلعني، فرميت بالحجر فشدخت رجلي!
قال اليهودي: فإن موسى قد أعطي اليد البيضاء، فهل فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله) شيئا من ذلك؟
قال له على (عليه السلام): لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطي ما هو أفضل من هذا، إن نورا كان يضيء عن يمينه حيثما جلس، وعن يساره حيثما جلس، وكان يراه الناس كلهم.