عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القي في الجب، فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾ (1)، ومدحه إليه بذلك في كتابه.
قال له اليهودي: فهذا موسى بن عمران آتاه الله عزوجل التوراة التي فيها حكمه؟
قال له على (عليه السلام): فلقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطي ما هو أفضل منه، أعطي محمد (صلى الله عليه وآله) البقرة وسورة المائدة بالإنجيل، وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة، وأعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور، واعطي سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وموسى (عليهما السلام)، وزاد الله عزوجل محمدا السبع الطوال (2) وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وأعطي الكتاب والحكمة.
قال له اليهودي: فإن موسى ناجاه الله على طور سيناء؟
قال له على (عليه السلام): لقد كان كذلك، ولقد أوحى الله إلى محمد (صلى الله عليه وآله) عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور.
قال اليهودي: فلقد ألقى الله على موسى بن عمران محبة منه؟
قال على (عليه السلام): لقد كان كذلك، وقد أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى الله محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلا أن يقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر، فلا يرفع صوت بذكر الله إلا رفع بذكر محمد (صلى الله عليه وآله) معه.
قال له اليهودي: فلقد أوحى الله إلى أم موسى لفضل منزلة موسى (عليه السلام)