شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين - ابن ميثم البحراني - الصفحة ٢٣٦
لولا على لهلك عمر، وبلفظ آخر لا عشت لمشكلة لا تكون لها يا أبا الحسن (1).
وجزئيات هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه مقنع لمن سلك طريق السداد وتنحى عن (سبيل العناد)، والله ولى التوفيق والعصمة.
(١) - قال العلامة المجلسي (ره) في تاسع البحار في باب قضاياه بعد نقل حديث فيه " فقال عمر: معضلة وليس له الا أبو الحسن " (ص ٤٩٥ من طبعة امين الضرب) ما نصه:
" بيان - قال الجزري في النهاية: العضل المنع والشدة يقال: أعضل بي الامر إذا ضاقت عليك فيه الحيل ومنه حديث عمر: أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن، وروى معضلة (اي بتشديد الضاد) أراد المسألة الصعبة أو الخطبة الضيقة المخارج من الاعضال والتعضيل ويريد بأبي الحسن على ابن أبي طالب (ع) انتهى ".
أقول: يشبه كلام ابن الأثير من جهة نجم الأئمة الرضى (ره) في شرح الكافية لابن الحاجب وذلك أنه قال في مبحث لا التي لنفى الجنس ما نصه (ص 111 من طبعة تبريز سنة 1374: " وعلم أنه قد يؤول العلم المشتهر ببعض الخلال بنكرة فينتصب وينزع منه لام التعريف إن كان فيه نحو: لا حسن، في الحسن البصري، وكذا لا صعق في الصعق، أو مما أضيف إليه نحو لا امرء قيس ولا ابن زبير، ولا يجوز هذه المعاملة في لفظي عبد الله وعبد الرحمن إذ الله والرحمن لا يطلقان على غيره تعالى حتى يقدر تنكيرهما قال: لا هيثم الليلة للمطي، وقال أرى الحاجات عند أبي حبيب * نكدن ولا أمية في البلاد ولتأويله بالمنكر وجهان اما ان يقدر مضاف هو مثل فلا يتعرف بالإضافة لتوغله في الابهام وإنما يجعل في صورة النكرة بنزع اللام وإن كان المنفى في الحقيقة هو المضاف المذكور الذي لا يتعرف بالإضافة إلى اي معرف كان لرعاية اللفظ واصلاحه ومن ثم قال الأخفش:
على هذا التأويل يمتنع وصفه لأنه في صورة النكرة فيمتنع وصفه وهو معرفة في الحقيقة فلا يوصف بنكرة.
واما ان يجعل العلم لاشتهاره بتلك الخلة كأنه اسم جنس موضوع لإفادة ذلك المعنى لان معنى قضية: ولا أبا حسن لها، لا فيصل لها إذ هو عليه السلام كان فيصلا للحكومات على ما قال النبي (ص) أقضاكم على، فصار اسمه كالجنس المفيد لمعنى الفصل والقطع كلفظ الفيصل، وعلى هذا يمكن وصفه بالمنكر وهذا كما قالوا: لكل فرعون موسى، اي لكل جبار قهار، فيصرف فرعون وموسى لتنكيرهما بالمعنى المذكور وجوز الفراء اجراء المعرفة مجرى النكرة بأحد التأويلين في الضمير واسم الإشارة أيضا نحو: لا إياه ههنا أو: لا هذا وهو بعيد غير مسموع ".
وإنما نقلناه هنا بطوله لكثرة فائدته ولمناسبته للمقام.