السابع - قال أكثم بن صيفي: المكثار كحاطب الليل وذلك أنه ربما نهشته الحية (1) أو لسبته (2) العقرب في احتطابه ليلا فكذلك المكثار ربما اصابه في اكثاره بغض الناس.
الثامن - قال أكثم أيضا: الصمت يكسب أهل المحبة.
التاسع - قال لقمان الحكيم الصمت حكم وقليل فاعلة.
العاشر - قال بعض الحكماء:
فلئن ندمت على سكوتي مرة * فلقد ندمت على الكلام مرارا وقال الآخر:
احفظ لسانك أيها الانسان * لا يلدغنك انه ثعبان وقد استشهد الحكماء على أن كثره الكلام ليس بمطلوب من الحكمة الإلهية بان الة السماع والابصار أكثر من الة الكلام فكان أقلي الطلب لذلك، والأحاديث و الأمثال الموردة في ذلك كثيرة لكن ينبغي ان يعلم أن الكلام الخيري الخالي عن المضار والمحتاج إليه عمن (3) عرف بمعرفة مواقع الكلام وحكم بحسن عقله (4) للأمور التي ينبغي ان يتكلم فيها خير من السكوت فان غاية السكوت المحمود تطهير النفس عن نجاسات الهيئات الردية وذلك خير عدمي عرضى وغاية الكلام الخيري اكتساب الهيئات الحاصلة والملكات الشريفة وذلك كمال وجودي ذاتي والوجودي الذاتي أولى بالوجود من العدمي العرضي، وكما علمت أن الكلام ينقسم إلى محمود ومذموم كذلك السكوت ينقسم إلى ما هو خير والى ما هو شؤم، وان اللائمة (5) كما تقع بالمتكلم بما لا ينبغي كذلك تتعلق بالساكت السكوت الذي لا ينبغي كما قال عليه السلام في موضع آخر (6): لا -