لسنن الجاهلية، فكأن إيمانه قد فتكه فتماسكه، وضبط تهالكه (1).
ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لخوات بن جبير الأنصاري وكان خليعا (2) قبل إسلامه: " ما فعل شراد (3) بعيرك يا خوات؟ " فقال: قيده الاسلام يا رسول الله. إلا ترى كيف شبهه عليه الصلاة والسلام في ريعان خلاعته، وعنفوان نزاقته، بالبعير الشارد الذي قد فارق مراحه (4)، أو تبع ارتياحه. وكيف أجاب هذا الانسان عن كلام النبي عليه الصلاة والسلام بما هو من جنسه، وماض على نهجه فقال:
قيده الاسلام، لأنه عليه الصلاة والسلام لما جعله بمنزلة البعير الشارد، جعل هو مارده (5) عن ذلك الشراد، وعكسه عن تلك الحال بمنزلة القيد والعقال. وهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله أيضا داخل في باب المجاز (6).