ولو قال: أيديهم أذناب خيل شمس، لكان الكلام مستعارا.
ولذلك نظائر كثيرة يطول بذكرها الكتاب (1)، ولم يرض عليه الصلاة والسلام بقوله: " طف الصاع " في إرادة الغرض الذي تكلمنا عليه في الخبر، حتى قال: " لم تملؤوه " فزاد المعنى إيضاحا، والكلام إفصاحا.
وفي ضمن هذا القول نهى عن الافتخار على الناس إلا بالفضائل الدينية، دون الفضائل الدنياوية (2)، وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام: " ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى " لان فضائل الدين وصل (3) يتوصل بها إلى النعيم الباقي، والدرج العوالي، وفضائل الدنيا لا نعدو غايتها، ولا توصل إلى ما بعدها، فهي كالغرس الذي لا يثمر، والزاد الذي لا يبلغ (4).