في شئ الا ان تتقوا منهم تقاة " وقد أذنت لكم في تفضيل أعدائنا ان ألجأك الخوف إليه. وفى اظهار البراءة ان حملك الوجل عليه وفى ترك الصلوات المكتوبات ان خشيت على حشاشة نفسك الآفات والعاهات، فإن تفضيلك أعدائنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وان اظهارك برائتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا، ولئن تبرء منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقى على نفسك روحها التي بها قوامها ومالها الذي به قيامها، وجاهها الذي به تمسكها، وتصون من عرف بذلك أوليائنا وإخواننا فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين، وصلاح إخوانك المؤمنين، وإياك ثم إياك ان تترك التقية التي أمرتك بها، فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك، معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد امرك الله باعزازهم، فإنك ان خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا (1) قال الفيروزآبادي في القاموس " ويونان بالضم قرية ببعلبك، وأخرى بين برذعة وبيلقان ".
ولعل هذا الحديث إنما صدر منه (ع) ولم يخلص الشامات وضواحيها عن الشرك وسيطرة الروم بعد، فإن التقية بترك الصلاة (المراد به ترك صلاة المختار، لا المضطر الذي يمكن أداها بمجرد الايماء والإشارة) لا يكون بين المسلمين بل يكون بين الكفار قطعا.
ثم إن ظاهر قوله " فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك الخ " وإن كان ظاهرا في أفضلية التقية من تركها في أمثال المقام بادي الامر،