للكميت أنت الذي تقول:
فالآن صرت إلى أمية - والأمور لها إلى مصائر؟!
قال: قلت ذلك وما رجعت عن ايماني، وانى لكم لموال ولعدوكم لقال، ولكني قلته على التقية، قال اما لئن قلت ذلك أن التقية تجوز في شرب الخمر؟!
وهذا يدل على اعتراض الإمام عليه السلام على " كميت " في شعره الذي معناه " الان رجعت إلى أمية وأمورها الان إلى ترجع " فإنه مدح بالغ لهم ودليل على رجوعه إليهم بعد أن كان معروفا بالموالاة لائمة أهل - البيت عليهم السلام.
ولكن الكميت الناصر لأهل البيت (ع) بقلبه وبلسانه اعتذر بأنه إنما قالها بلسانه تقية وحفظا لظواهر الأمور، واما الإمام (ع) لم يقنع بعذره فاجابه بان باب التقية لو كان واسعا بهذه الوسعة لجاز في كل شئ تقية حتى في شرب الخمر، مع أنه لا يجوز.
فهو دليل على عدم جواز التقية بمثل هذا المدح البالغ لبنى أمية الجائرة أو اظهار المحبة لهم، وهذا من مثل الكميت الشاعر البارع المشهور بحبه للأئمة (ع) قد يوجب تقوية لدعائم الكفر والضلال وتأييدا لبقية احزاب الجاهلية وأشياعهم، فلا يجوز له، ولو جاز إنما جاز في شرايط و وظروف بالغة الخطورة لا في مثل ما قال الكميت فيه، فلذا واجهه (ع) بالعتاب.
وإذا لم تجز التقية بمثل هذا البيت من الشعر لم تجز في اشباهه مما تقوى به كلمة الكفر واعلام الضلال ويخفى به الهدى ويشتبه به الحق بالباطل