صلى الله عليه وآله أنه أتي برجل كبير البطن قد أصاب محرما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بعرجون فيه مأة شمراخ فضربه مرة واحدة فكان الحد (1).
أقول: العرجون أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه الشماريخ، والشمراخ بالكر العثكال وهو ما يكون فيه الرطب.
وعن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لو أن رجلا أخذ حزمة من قضبان أو أصلا فيه قضبان فضربه ضربة واحدة أجزأه عن عدة ما يريد أن يجلد من عدة القضبان (2).
وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتي بامرأة مريضة ورجل أجرب مريض قد بدت عروق فخذيه قد فجر بامرأة فقالت المرأة: يا رسول الله أتيته فقلت له: اطعمني واسقني فقد جهدت، فقال: لا حتى أفعل بك ففعل، فجلده رسول الله صلى الله عليه وآله بغير بينة مأة شمراخ ضربة واحدة وخلى سبيله، ولم يضرب المرأة (3).
قال الشيخ بعد العبارة التي نقلناها عنه آنفا: دليلنا اجماع الفرقة وأخبارهم وأيضا قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، وهذه قصة لأيوب معروفة، وروي أن مقعدا أقر عند النبي بالزنا فأمر أن يضرب مأة بانكال باسكال النخل انتهى.
ثم إنك قد عرفت أن أخذ مأة شمراخ مجتمعة والضرب بها ضربة واحدة مما قد ورد به الكتاب الكريم وقد ورد ذلك في الروايات أيضا المذكورة آنفا.