____________________
لم ينقل إلينا إقامتهم لصلاة الجمعة في تلك الأعصار فإنهم لو كانوا أقاموها لنقل إلينا لا محالة وظهر وبأن نفس الروايات الواردة عنهم - ع -.
فهذه صحيحة زرارة قال: حثنا أبو عبد الله - ع - على صلاة الجمعة حتى ظننت أنه يريد أن نأتيه، فقلت: نغدو عليك؟ فقال: لا، إنما عنيت عندكم (* 1).
وموثقة عبد الملك ابن أعين وهو أخو زرارة عن أبي جعفر - ع - قال: قال: مثلك يهلك ولم يصل فريضة فرضها الله قال: قلت: كيف أصنع؟ قال: صلوا جماعة يعني صلاة الجمعة (* 2).
فإن الرواية الأولى صريحة في أن زرارة على جلالته لم يكن يصلي صلاة الجمعة فلو كانت واجبة تعيينية كيف أمكن أن يخفى على مثله؟ فلو كان عالما بها وغير مخفية عليه فكيف يحتمل أن يكون تاركا فريضة من فرائض الله سبحانه جهرا مع ما ورد في شأنه وشأن نظراءه من المدح والثناء من أنهم أمناء الله على حلاله وحرامه، وأنه لولاهم لانقطعت آثار النبوة، وأنهم السابقون إلينا في الدنيا والآخرة إلى غير ذلك مما ورد في حقهم (* 3) فمن جريان سيرته على عدم إقامتها وهو الراوي لجملة من الأخبار الظاهرة في الوجوب نستكشف كشفا قطعيا أن صلاة الجمعة ليست واجبة تعيينية.
على أن الحث والترغيب إنما يناسبان الأمور المستحبة، وأما الواجبات فلا مجال فيها لهما بوجه بل اللازم فيها التوبيخ على تركها والتحذير على مخالفتها بالوعيد، فهذا اللسان لسان الاستحباب دون الوجوب.
كما أن الظاهر من الموثقة أن عبد الملك على ما هو عليه من الجاه
فهذه صحيحة زرارة قال: حثنا أبو عبد الله - ع - على صلاة الجمعة حتى ظننت أنه يريد أن نأتيه، فقلت: نغدو عليك؟ فقال: لا، إنما عنيت عندكم (* 1).
وموثقة عبد الملك ابن أعين وهو أخو زرارة عن أبي جعفر - ع - قال: قال: مثلك يهلك ولم يصل فريضة فرضها الله قال: قلت: كيف أصنع؟ قال: صلوا جماعة يعني صلاة الجمعة (* 2).
فإن الرواية الأولى صريحة في أن زرارة على جلالته لم يكن يصلي صلاة الجمعة فلو كانت واجبة تعيينية كيف أمكن أن يخفى على مثله؟ فلو كان عالما بها وغير مخفية عليه فكيف يحتمل أن يكون تاركا فريضة من فرائض الله سبحانه جهرا مع ما ورد في شأنه وشأن نظراءه من المدح والثناء من أنهم أمناء الله على حلاله وحرامه، وأنه لولاهم لانقطعت آثار النبوة، وأنهم السابقون إلينا في الدنيا والآخرة إلى غير ذلك مما ورد في حقهم (* 3) فمن جريان سيرته على عدم إقامتها وهو الراوي لجملة من الأخبار الظاهرة في الوجوب نستكشف كشفا قطعيا أن صلاة الجمعة ليست واجبة تعيينية.
على أن الحث والترغيب إنما يناسبان الأمور المستحبة، وأما الواجبات فلا مجال فيها لهما بوجه بل اللازم فيها التوبيخ على تركها والتحذير على مخالفتها بالوعيد، فهذا اللسان لسان الاستحباب دون الوجوب.
كما أن الظاهر من الموثقة أن عبد الملك على ما هو عليه من الجاه