أبعد من الأول،، وذلك لأن متعلق الظرف والجار والمجرور لا بد أن يكون معنى اسميا ملتفتا إليه والاختصاص الناشئ عن إضافة القيمة إلى البغل معنى حرفي مغفول عنه لا يصح أن يتعلق به ظرف،، وهذا الذي ذكره قده يصح لو كانت كلمة الاختصاص مذكورة في العبارة بصيغة الفعل أو اسم الفاعل أو المصدر لا ما إذا كان الدال عليه معناه حرفيا كما لا يخفى.
الوجه الثالث: أن يكون اليوم ظرف لغو متعلق بعامل محذوف يدل عليه قوله ع (نعم) إذ هو في قوة القول بأنه يلزمك بعد سؤال السائل أيلزمني،، وينبغي أن يعلم أن الظرف وما يجري مجراه كالجار والمجرور لا يقع إلا لغوا ومنها ما تقع لغوا تارة ومستقرا أخرى،، ومعنى ظرف اللغو هو ما كان محمولا على توابع الذات مثل زيد ضرب في الدار حيث إن في الدار يكون من قيود الضرب الذي من توابع الذات،، ومعنى الظرف المستقر هو ما كان محمولا على نفس الذات مثل زيد في الدار حيث إن في الدار من قيود نفس الذات لا من قيود توابعه فمثل كلمة (في) قد تكون من قيود الذات وقد تكون من قيود توابع الذات وهذا بخلاف مثل كلمة (م) حيث إنها لا تقع إلا قيدا لتوابع الذات وهذا بخلاف مثل كلمة (من) حيث إنها لا تقع إلا قيدا لتوابع الذات فيقال سير زيد من البصرة ولا يقال نفس زيد من البصرة وكلمة اليوم مما لا يمكن أن يقع طرفا مستقرا ويجعل بنفسها محمولا على الذات فيقال القيمة يوم المخالفة بل لا بد من جعل من قيود توابع الذات وهي في المقام يلزمك المقدر بقرينة كلمة (نعم) الواقعة في جواب السائل (يلزمني كذا) فيصير المعنى يلزمك يوم المخالفة قيمة البغل وعلى هذا فقد يقال بأنه لا يدل على لزوم قيمة يوم المخالفة، بل إنما يدل على الضمان من يوم المخالفة،، وأما المقدار المضمون، فهل هو قيمة يوم المخالفة أو غيرها فلا دلالة فيها: ولكن الانصاف دلالة الخبر على هذا التقدير أيضا على تعيين قيمة يوم المخالفة،، وذلك لأن