د - بعد أن استعرض (السيد) كلا الإتجاهين عمد إلى مناقشتهما وردهما بالإدعاء بأن " ذلك كله لا يمنع صدور الخطأ منه " (1).
وذلك عنده للأسباب التالية:
1 - أما الاتجاه الأول فلأن داود (ع) " لم ينتبه إلى أن الخصمين من الملائكة بل كان يمارس القضاء بالطريقة الطبيعية على أساس أنهما من البشر " (2).
وبذلك يكون صاحب " من وحي القرآن " قد رد الاتجاه الأول ورفضه لأن كون الخصمين من الملائكة ليس له أي دور في القضية بسبب عدم التفات داود (ع) إلى ذلك، وأنه (ع) إنما حكم على أساس أنهما من البشر، وبالتالي فإن الاتجاه الأول لا ينفي كون داود (ع) قد أخطأ في الحكم؟!!.
2 - أما الاتجاه الثاني فرده بالقول: بأن المشكلة لم تكن: " هي إنفاذ الحكم ليتحدث متحدث بأن المسألة قد انكشفت قبل إنفاذه.. " (3).
ومقتضى قوله هذا: إن الحديث عن القضاء التقديري لا فائدة منه، لأن المشكلة لا تتعلق بإنفاذ الحكم، وبالتالي: فإن القول بالقضاء التقديري لا يحل المشكلة.
3 - وقبل أن يصرح (السيد) برأيه في القضية عقب على رد الإتجاهين بإيضاح مكمن المشكلة من وجهة نظره بالقول:
" بل المشكلة هي الخطأ في طريقة إجراء الحكم " (4).