لقد صرح " السيد " فضل الله بما لا يقبل الجدل، بأن نوحا (ع) طلب إنقاذ ولده لأنه: " لم يلتفت إلى كلمة: {إلا من سبق عليه القول} لأنها لم تكن واضحة ".
وهذا مما لم يسبقه إليه أحد، وقد مر أنه حتى من اعتبر أن أحد الوجوه المعتمدة في تفسير الآية أن ابن نوح لم يكن مشمولا بالوعد فإنه قد قال ذلك على اعتبار أنه ناشىء عن إبهام الوعد نفسه مع كمال التفات نوح إلى جميع ما خاطبه الله به.. لا أنه (ع) لم يلتفت إلى قوله تعالى {إلا من سبق عليه القول}!!
أضف إلى ذلك أن " السيد " فضل الله لم يحتمل حتى أن يكون ابن نوح (ع) يظهر الإيمان ويبطن الكفر، بل هو قطع بأن نوحا (ع) كان عالما بكفر ولده، وأنه إنما طلب إنقاذه دون غيره مع علمه بكفره، لأنه - ربما - كان يأمل أن يهديه الله في المستقبل.
كما مر أن كون نوح (ع) غير عالم بكفر ولده هو الأظهر، وغيره باطل ولا دليل عليه!!
أضف إلى ذلك أن أحدا لم يسبق " السيد " إلى القول بأن الله قد وبخ وأنب نبيه، وأن هذه الشدة في الخطاب الرباني كان أسلوبا من أساليب التربية الإلهية لأنبيائه.
على أن ثمة مقولة جريئة " جدا " لم يشر إليها العلامة المحقق ولا ندري، ولعل غيرنا يدري، من أين استظهرها صاحب (الوحي) وكيف استوحاها؟!
حيث قال: " {إنه عمل غير صالح} أما أهلك فهم الصالحون.. ولا يمكن أن تطلب مني أن أقربهم إلي لقربهم منك.. " (1).
فهل طلب نوح (ع) بالفعل من ربه أن يقرب أهله إليه لمجرد قربهم منه (ع)؟!!! إنها لمقولة جريئة بالفعل لم يسبقه إليها أحد لا من الأولين ولا من