ثم عمد العلامة المحقق إلى تقديم عرض موجز لتفسير الآيات " دون أن يكون ثمة أي محذور عقائدي " (1)، كما قال، ثم ذكر أن: " من الواضح أن نسبة النسيان وبهذا المعنى إلى موسى تعني نفي العصمة عنه من هذه الجهة كما أن موسى لم ينكث العهد " (2).
فالعلامة المحقق دقيق، لم يدع أن من يفسر معنى النسيان بأنه ما يقابل التذكر يقول بنفي العصمة مطلقا، إنما هو نفي لها من هذه الجهة، أي جهة النسيان.
إذ من المعلوم أن علماء الإمامية يعتبرون أن من الموارد التي تشملها العصمة هي النسيان. و (السيد) فضل الله نفسه يدعي القول بالعصمة على جميع المستويات رغم أنه ينسب إليهم ما ينسب مما لا يبقي من العصمة شئ.
وعلى أي حال، فمن ينسب إليهم النسيان ينفي العصمة عنهم من هذه الجهة وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل.
وليلاحظ القارئ الكريم استنكار العلامة المحقق على صاحب " من وحي القرآن " اعتباره أن موسى (ع) قد نكث بالعهد، هذا التعبير الذي جعله العلامة المحقق في أول العناوين المشكلة التي وضعها فراجع (3).
لكن " الكاتب "، وكما هو ديدنه، عمد إلى تجاهل هذا التعبير وتعامى عن هذه المقولة بل تهرب منها رغم كونها مورد الإشكال.
وليخبرنا " الكاتب " هل وصف موسى (ع) بأنه نكث بالعهد - ولا يخفى شناعة وفظاعة هذا الوصف وهو من المعاصي إجماعا - هو مما يكاد يجمع عليه العلماء؟! على حد تعبيره.
وليخبرنا أيضا هل أن تنزيه الأنبياء عن نكثهم بالعهد هو " اتجاه يضعفه المفسرون الشيعة ومنهم العلامة الطباطبائي (قده) في ميزانه " كما يدعي؟!.