قوله عليه السلام:
" وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله قد جعلك لهم خازنا فيما آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولاك الله من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه، كنت راشدا، وكنت لذلك آملا معتقدا، وإلا كنت له خائنا ولخلقه ظالما، (وكان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك) ".
* * * هذا الفصل يحتوي على أمور خطيرة مهمة، ومسائل دقيقة كثيرة، ولا نبالغ بالقول إذا قلنا إن موضوع هذا الفصل هو أنفس نفائس كتابنا هذا ومن أهم وأدق مباحثه الجليلة. كما سترى من كشف القناع عن أسراره العجيبة وتحليل فلسفته البليغة العالية.
العلم عند الإمام (عليه السلام) (والحق كذلك) كنز ثمين لا يناله من عباد الله إلا الذين أحسنوا وآمنوا واتقوا.
وهذا الكنز هو من أثمن الكنوز، ولكنه يمتاز عنها بأنه لا تجف ينابعه وليس له نفاد، وإنما هو ينمو ويزداد ويزدهر بقدر ما ينفق منه. قال