المواد التي يتركب منها؟؟ ثم من هو الطبيب المشرف على ذلك التركيب الكيمياوي العجيب؟؟؟
أما معجزة المعجزات في هذا الكائن الأعجب الذي نطلق عليه لفظ الإنسان وهو مجهول لدينا بكل ما يتقوم به، ثم نزعم تحليله وتعليله، أما هذه المعجزة فهي دماغه وقلبه.
هذا القلب الذي يتولى توزيع الدم بعد تنقيته، على كل خلية يتقوم بها كل عضو، وعلى كل ذرة تتألف منها كل خلية. ثم نرى إذ نحكم التشريح عجبا في الوسائل التي تنقي هذا الدم بين الكبد والقلب، وتحول دون تسرب الفاسد منه إلى النزيه، وانكفاء النزيه إلى الفاسد وهذا الدماغ الجبار الذي يقوم في تفكيره على حرارة ذلك الدم الصاعد إليه من تلك الجوارح، والذي يتقوم بأسلاك عصبية دقيقة أكثرها لا يقع تحت مجهر العين، وقد أنهاها بعض علماء التشريح إلى أربعة ملايين سلك، كلها يعمل على التقاط الأفكار من عالم الروح، كما تلتقط أسلاك الواحي (الراديو) ألفاظ المذيع من عالم الأثير؟
إن بين دماغ الإنسان وبين جهاز الواحي لشبها دقيقا يكاد يكون عبرة لمن يؤت حظا من سعة التفكير في خلق الإنسان، فالواحي جهاز يتقوم بأسلاك دقيقة من الصلب تلتقط الصوت مما يتصل بتيار الجاذبية العام المسمى بالكهرباء وهو التيار المحيط بكل جرم كوني متحرك، والدماغ جهاز يتقوم بأسلاك دقيقة من العصب المرهف تلتقط الأفكار مما يتصل بتيار الروح المهيمن على الكون فكلما دقت وانتظمت أسلاك الواحي كان أقوى على أداء رسالته التي هي التقاط الصوت ولفظه، وكلما دقت وانتظمت أعصاب الدماغ كان أقوى على أداء رسالته التي هي اقتباس الفكر ولفظه. وكما أن حرارة الكهرباء شرط أول في