فالأخ للإنسان يد تبسط، وظهر يستند إليه، وقوة يستعين بها على مناهضة الأيام ومغالبة الخطوب، لا أن يتخذ سبيلا إلى معصية الله أو يتخذ عدة للظلم لخلق الله.
ومن حق الأخ أن يحال بينه وبين الشيطان، وأن تؤدى إليه النصيحة وليس حق الأخ بمقدم على حق الله، بل الله آثر منه وأكرم.
" إن أخاك الذي والده والدك، وأمه أمك، ودمه دمك، ولحمه لحمك، ولغته لغتك، ودينه دينك، لهو جدير باهتمامك ومعاونتك إياه، وله حقوق عليك ورجاء فيك، فلا تبخل عليه بالعناية والالتفات إلى مصالحه والاهتمام بها كاهتمامك بمصالحك الخاصة.
قال سليمان: أما الأخ فللشدة يولد. وجاء في الأمثال العامة: " أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب ". بيانا لشدة الصلة بين الأخوة وما ينسب لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام):
أخاك أخاك إن من لا أخا له * كساع إلى الهيجا بغير سلاح دليلا على أن الأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، بل هو السلاح الذي يدافع به في معترك الحياة.
قال الله تعالى:
" قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ".
وقال تعالى:
" قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ".