ومنهم ليسانسي في الهندسة، وربما كانوا أخف وطأة على أبيهم من كثير من الأولاد ونحن مع اعترافنا بأن الزمان قد تغير، وأن كل شئ مرده إلى القوانين العامة لحركة التاريخ وأسبابه الاجتماعية، ولكننا لا نجد عذرا لهذا الغلو الذي نراه اليوم في عقوق الابن لأبيه.
وبالجملة، فإن لفظ الأب يوحي معنى الاحترام والحب، وكل ابن مسؤول عن تعظيم أبيه والإخلاص له أمام الله والناس والضمير.
عطف الأبوة لفضيلة العلامة " الشيخ عبد المنعم الفرطوسي " طفل يتيم أقض الجوع مضجعه * ملوع القلب قد أودى به الخور قد مات والده فأظلم مكتئبا * أفق الرجاء عليه مذ خبا القمر من كان يرويه من سلسال عبرته * كأنه زهرة والمدمع المطر وكان يفرش خديه بمضجعه * كيلا يعفر منه الخد والشعر وينصب القلب دولابا بملعبه * فحيث مال يميل القلب والبصر فلا وساد سوى زند ومعصمه * ولا أرائك إلا الصدر والسرر ولا يطيب له من عيشه وطر * حتى يطيب له من عيشه وطر ولا ترق له نجوى ولا سمر * إن لم يكن باسمه نجواه والسمر وليس يطبق جفنيه على سنة * حتى يلطف من أحلامه السحر وليس يملأ نور الصبح ناظره * إن لم يكن من سناه يملأ النظر وليس يفتر ثغر منه مبتسما * حتى يراه لعيبا وهو مبتشر وليس تنعشه في الروض عابقة * إن لم يكن بشذاه يعبق الزهر وهكذا كان ينمو في رعايته * وعطفه وهو لا يبقي ولا يذر وله أيضا