شرح رسالة الحقوق - الإمام زين العابدين (ع) - الصفحة ٣٩٦
يجدها في نفسه، واحتياج إلى أن يصدقه الناس، وإما عي وحصر وعجز عن الكلام فيريد أن يجعل اليمين تتمة لكلامه أو حشوا فيه، وإما أن يكون قد عرف أنه مشهور عند الناس بالكذب، فهو يجعل نفسه بمنزلة من لا يصدق ولا يقبل قوله إلا باليمين، وحينئذ كلما ازداد إيمانا ازداد الناس له تكذيبا، والسلطان بمعزل عن هذه الدنايا كلها، وقدره أكبر من ذلك).
ومنها (الحدة):
فإنها ربما أصدرت عنه فعلا يندم عليه حين لا ينفع الندم.
ومنها (الضجر والسأم والملل): فذلك من أضر الأمور، وأفسد لحاله ومنها (مخالطة الأنذال والسوقة والجهال):
فإن سماع ألفاظه م الساقطة، ومعانيهم المرذولة، وعباراتهم الدنية، مما يحط الهمة ويضع المنزلة، ويصدئ القلب ويزري بالملك. ومخالطة الأشراف ومعاشرة أفاضل الرجال، مما يعلى الهمة ويذكي القلب ويفتق الذهن ويبسط اللسان.
ومنها (المبالغة في الميل إلى النساء، والانهماك في محبتهن، وقطع الزمان بالخلوة معهن): فأما مشاورتهن في الأمور فمجلبة للعجز، ومدعاة إلى الفساد، ومنبهة على ضعف الرأي، اللهم إلا أن تكون مشاورتهن يراد بها مخالفتهن.
قال رسول الله (ص): (شاوروهن وخالفوهن). وفي الحديث سؤال وجواب: إن قال قائل: إذا كان المراد مخالفتهن في آرائهن فأي فائدة في الأمر بمشاورتهن، وقد كان يكفي في هذا أن يقال: خالفوهن فيما يشرن به. فالجواب من وجهين أحدهما: أن الأمر الأول للإباحة. والأمر الثاني للوجوب. (يعني إذا شاورتموهن فخالفوهن). والآخر أن الصواب لا يزال
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست