إن النكات السود السود في ساعتي والعقرب الدائر حول النكات أحصت حياتي نكتة نكتة بالضبط فالساعة رمز الحياة دقات قلب المرء دقاتها والسكتة السكتة حين الممات دورتها في نبضها مثلما الدورة في عروقنا النابضات آلات جسمي مثل آلاتها أقاصدات هي أم غافلات مدبر الأوقات في جريها دل على مدبر الكائنات.
ظريفة (ومن ظريف ما أجيب به عن وجود الله تعالى، حين سأل عصري أحد طلاب العلوم الدينية: من خلق الله؟. فأجابه: خلقه إله أعلا منه. فقال له: ومن خلق ذلك الإله؟ فقال له أيضا: إله أعلا منه، فسأله ثالثة: ومن خلق ذلك الإله؟. فأجابه بمثل السابق. فقال له: لا بد وأن يكون إله أعلا من الكل خلق الجميع.
فأجابه: ذلك هو الله... وبهذه الطريقة أمكنه أن يوصله إلى مراده إذ أن كل نفس إنسانية تقر بذاتها بوجود صانع، خالق لها ولكل الأشياء وأنه ليس مسبوقا بالعدم. (1) قال العلماء: يعرف الله بطرق ثلاث:
1 - دليل الفطرة الذي يعبر عنه بأن البعرة تدل على البعير، والصنعة تدل على الصانع. وهذا الدليل يشترك فيه العالم والجاهل، والكبير والصغير والعادل والفاسق. فكل إنسان إذا نظر إلى نفسه، وأنه وجد بعد العدم، وأنه خلق من نطفة، وأنه لم يخلقه أبواه، ولا هو خلق نفسه يجزم لا