كونوا سامعين مطيعين حريصين على طلب الحق والحكمة، مجتهدين مناضلين عن الحق محبين للصدق مجادلين عن العلم عارفين بالأزمنة واختلافها مبغضين المعايب عاملين على تمكين الصلاح والسكون والهدوء والسلامة متكلمين عن أهل الخير ناظرين بأعينهم وقلوبهم نظر المتواضعين لا المتكبرين، آنفين أنفة ذوي العزة متذكرين دائما الموت الاختياري محبين للفضائل بكل المحاسن لا تتحملوا ثقل التكبر، ولا تتعدوا أقداركم، ولا تترفعوا بالصلف ولا تتعظموا بالافتخار، ولا تأخذوا بأخلاق الجبابرة، وكونوا علماء بما تعلمون، ولا تتجاسروا على تعدي حدودكم، ولا تتماروا فيما لا حقيقة له، لا تجادلوا بالكذب ولا تتكلموا بالهذر.
واحذروا الشهوات القبيحة، ولا تعودوا أنفسكم الميل إليها، والزموا قراءة الكتب الأدبية ولا تملوا وأحسنوا الإنصات للحكميات وارهبوا آباءكم وأكرموا أمهاتكم، ولا تركنوا إلى البطالة والكسل، وميزوا بين الخير والشر واعرفوا الربح من الخسران، وإذا لم تسألوا فلا تجيبوا، وتنكبوا الخصومات واستعملوا الأغذية اللطيفة، وتباعدوا عن الشره للأطعمة، ولا تشربوا الخمر وليكن لغذاءكم وقت معلوم، وأكثروا ذكر الله عز وجل وإحسانه إليكم فرادى ومجتمعين، ولا ترفعوا أصواتكم عند من هو أسن منكم، ولا ترادوهم الكلام، ولا تطلقوا ألسنتكم بحضرتهم بكلام جاف، ولا تؤثروا لذة المأكل على لذة العلوم، ولا تشتغلوا بذكر مساوي غيركم، وإذا صح كلامكم وظهرت حجتكم فلا تعجبوا بأنفسكم، ولا تفتخروا بما ظهر منكم من غلبة خصومكم وآثروا الوحدة والدعة والسكون، ولا تطلبوا الرياسة وإن أكرمكم إنسان فتواضعوا أنتم في أنفسكم، وإن سلطكم مسلط على أمر من الأمور فأحسنوا فيه، واكظموا الغيظ ولا تسرعوا إلى الغضب، وأكرموا أنفسكم