وفي المصباح: مخرجه من الفرات ويمر بمدينة من سواد العراق يسمى (1) النيل من أرض بابل، ولا يسمى نهر الصراة حتى يجاوز النيل ثم يصب في دجلة تحت مصب نهر الملك بقرب صرصر.
والصراة: المحفلة من الإبل والشاء.
والصري، كغني: المقدم، كمكرم، على امرأة أبيه؛ وكان ابن مقبل صريا.
والصرى، كربى، والمصراة: الشاة المحفلة؛ وكذلك الناقة والبقرة يصرى اللبن في ضروعهن، أي يحبس ويجمع.
وفي الحديث: من اشترى مصراة فهو بخير النظرين، إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر.
وقد صريتها تصرية: إذا لم تخلبها أياما حتى يجتمع اللبن في ضرعها.
وقال شيخنا: وفسرها بعض بالمصرورة؛ والصواب أن المصرورة التي على خلفها صرار يمنع الفصيل من رضاعها.
قال السهيلي في الروض: وليست المصراة من هذا، إنما هي التي جمع لبنها في ضرعها، من الماء المصري.
وغلط أبو علي في البارع فجعلها بمعنى المصرورة، وله وجه بعيد، وذلك أن يحتج له بقلب إحدى الراءين ياء كقصيت أظفاري، إلا أنه بعيد عن المعنى، انتهى.
* قلت: وهذا الذي أنكره السهيلي هو قول سيدنا الإمام الشافعي، رضي الله عنه، واستشهد له الخطابي بقول الشاعر:
فقلت لقومي هذه صدقاتكم * مصررة أخلافها لم تجرد كذا في مقدمة الفتح للحافظ.
وأصرى الرجل: باعها.
والصارية: الركية البعيدة العهد بالماء الآجنة المعرمضة، نقله الأزهري.
والصرى، كعلى وإلى: الماء يطول مكثه؛ وفي الصحاح: استنقاعه، نقله عن الفراء.
وقال أبو عمرو: طال مكثه وتغير.
* ومما يستدرك عليه:
نطفة صراة: حبسها صاحبها في ظهره زمانا.
أو نطفة صراة: متغيرة.
وقد صري اللبن، كعلم، يصرى صرى، فهو صر: إذا لم يحلب ففسد طعمه.
وصري الماء: طال استنقاعه.
وصري الدمع: اجتمع فلم يجر؛ قالت الخنساء:
فلم أملك غداة نعي صخر * سوابق عبرة حلبت صراها (2) وصري فلان في يد فلان: بقي رهنا محبوسا؛ نقله الجوهري وابن القطاع؛ وكل ذلك بالكسر.
وصريت الناقة صرى وأصرت: تحفل لبنها في ضرعها.
وصريتها وأصريتها وصريتها: حفلتها؛ الكسر في صريت عن الفراء.
وقال ابن بزرج: صرت تصري، كرمى يرمي.
والصرية: اللبن المجتمع؛ قال الشاعر:
* وكل ذي صرية لا بد محلوب * وقال آخر:
من للجعافر يا قومي وقد صريت * وقد يساق لذات الصرية الحلب (3)