أقول في كلام ابن الجوزي أنه صلى الله عليه وسلم أعتقها حين تزوج خديجة وزوجها عبيدا الحبيشي بن زيد من بني الحرث فولدت أيمن ولا ينافيه ما في الإصابة كانت أم أيمن تزوجت في الجاهلية بمكة عبيدا الحبشي بن زيد وكان قدم مكة وأقام بها ثم نقل أم أيمن إلى يثرب فولدت له أيمن ثم مات عنها فرجعت إلى مكة فتزوجها زيد بن حارثة قال البلاذري والله أعلم قال وقد زوجها صلى الله عليه وسلم أي بعد النبوة مولاه زيد بن حارثة أي وإنما رغب زيد فيها لما سمعه صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج بأم أيمن فجاءت منه بأسامة فكان يقال له الحب ابن الحب وقيل أعتقها عبد الله قبل موته وقيل كانت لأمه صلى الله عليه وسلم وترك أي عبد الله خمسة أجمال وقطعة من غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه أي فهو صلى الله عليه وسلم يرث ولا يورث قال صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ودعوى بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرث بناته اللاتي متن في حياته فعلى تقدير صحته جاز أن يكون صلى الله عليه وسلم ترك أخذ ميراثه تعففا وسيأتي وقال ابن الجوزي وأصاب أم أيمن هذه عطش في طريقها لما هاجرت أي إلى المدينة على قدميها وليس معها أحد وذلك في حر شديد فسمعت شيئا فوق رأسها فتدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فشربت منه حتى رويت وكانت تقول ما أصابني عطش بعد ذلك ولو تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ما عطشت أي وفي مزيل الخفاء قال الواقدي كانت أم أيمن عسرة اللسان فكانت إذا دخلت على قوم قالت سلام لا عليكم أي بدل سلام الله عليكم فرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول سلام عليكم أو السلام عليكم هذا كلامه فليتأمل فإن هذا يقتضي أن الصيغة الأصلية في السلام سلام الله عليكم مع أن الصيغة في السلام إما السلام عليكم أو سلام عليكم وكذا عليكم السلام ولم تذكر أئمتنا تلك الصيغة وعن عائشة رضي الله تعالى عنها شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأم أيمن عنده فقالت يا رسول الله اسقني فقلت لها ألرسول الله صلى الله عليه وسلم تقولين هذا فقالت ما خدمته أكثر فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت فسقاها
(٨٥)