وصرف القتل عنه مرتين بسبب دعاء أبيه (عليه السلام) من البداء، حيث روي عن الإمام الصادق (ع) قوله: ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل (١) - إن ذلك - يشير إلى أن كلمة بدا لم تستعمل في معنى الاظهار أو الظهور. وإنما استعملت بمعنى: تحقيق ما علم في عالم الكون والوجود، نظير كلمة: (علم) في قوله تعالى: ﴿ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا﴾ (٢). وقوله تعالى: ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ (٣).
وقوله سبحانه: ﴿وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾ (٤).
والمقصود: ليتحقق معلومنا، ويتجسد في عالم الوجود. هذا بالنسبة للتعبير ب (علم).
وكلمه بدا، أيضا كذلك، فبدا له، أي تحقق ما علمه في الخارج وعلى صفحة الكون. ولعل قوله تعالى: ﴿وبدا لهم سيئات ما كسبوا﴾ (5)، قد استعمل في هذا المعنى أيضا: أي تحقق ذلك وتجسد في الخارج.
ولعل هذا المعنى أقرب من حمل (بدا) على معنى: أظهر للغير، لان هذا المعنى لا يناسب التعدية باللام لنفس الذات الإلهية. فلا يصح أن يقال: بدا لله، ويكون المعنى: أظهر للغير. بل هذا غلط ظاهر.