(عليه السلام)، فإننا لا بد وأن نعد أنفسنا لطرح أي احتمال، يتناسب مع شخصية ومستوى وثقافة وأهداف أمير المؤمنين (عليه السلام). ولا بد أن نبحث الأعوام والسنين لنتمكن من التقرب - ولو بشكل محدود - إلى مراميه وأهدافه، لان فهم جميع الخصوصيات التي يرمي إليها المتكلم لا يمكن إلا من قبل من يداني ذلك المتكلم في سعة الأفق، والشمولية، وعمق الفكر، والغوص في لجج الحقائق. وأين يمكن أن يوجد من هو مثل علي في مستواه العلمي الشامخ، سوى معلمه وأستاذه، النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم الأئمة من ولده؟
ولعل إلى هذا يشير ما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي، ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا (1).
وبعد هذا فقد أصبح من الواضح: أن الله سبحانه وتعالى، وهو محيط بالكائنات، ومهيمن على كل الموجودات. وليس لعلمه حد محدود، ولا لصفته نعت موجود، إذا اختار اللغة العربية ليحملها بعض مراميه وأهدافه - وهي اللغة القادرة على التحمل بشكل مذهل وهائل، ولا تضارعها في ذلك أية لغة أخرى - فإن هذا الانسان المحدود في ملكاته، وقدراته، وطاقاته النفسية، والفكرية، وغيرها، لا يمكنه حتى ولو بقي أبد الدهر، وحتى لو استعان بكل مخلوق وموجود، وسخر كل ما لديه من طاقات وإمكانات - لا يمكنه - أن يكتشف إلا القليل القليل من المعارف القرآنية، ولن يكون بإمكانه أن يأتي هو وكل من معه بمثل هذا القرآن، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
إذن، فلا بد أن نبقى ننتظر - باستمرار - أن يكتشف الانسان كل