قال كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبد الله فقال العاصي بن وائل السهمي قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله ان شانئك هو الأبتر * وأخرج ابن عساكر من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال ولدت خديجة من النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ثم أبطا عليه الولد من بعده فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم رجلا والعاصي بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل من هذا قال هدا الأبتر يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا الأبتر فأنزل الله ان شانئك هو الأبتر أي مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير * وأخرج البيهقي في الدلائل عن محمد بن علي قال كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ ان يركب على الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله قال عمرو بن العاصي لقد أصبح محمد أبتر من ابنه فأنزل الله انا أعطيناك الكوثر عوضا يا محمد عن مصيبتك بالقاسم فصل لربك وانحر ان شانئك هو الأبتر قال البيهقي هكذا روى بهذا الاسناد وهو ضعيف والمشهور انها نزلت في العاصي بن وائل * وأخرج الزبير بن بكار وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه قال توفى القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آت من جنازته على العاصي بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأشنؤه فقال العاصي بن وائل لا جرم لقد أصبح أبتر فأنزل الله ان شانئك هو الأبتر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان شانئك هو الأبتر قال هو العاصي بن وائل * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل بتر فلان فلما مات ولد النبي صلى الله عليه وسلم قال العاصي بن وائل بتر والأبتر الفرد * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وعبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان شانئك يقول عدوك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء ان شانئك قال أبو جهل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر بن عطية عن إبراهيم قال كان عقبة بن أبي معيط يقول إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد وهو أبتر فأنزل الله فيه ان شانئك هو الأبتر * (سورة الكافرون) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة قل يا أيها الكافرون بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن لزبير رضي الله عنه قال أنزلت بالمدينة قل يا أيها الكافرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا بسوء فان لم تفعل فانا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح قال ما هي قالوا تعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك سنة قال حتى انظر ما يأتيني من ربى فجاء الوحي من عند الله قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون الآية وأنزل الله قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون إلى قوله الشاكرين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ان سرك ان نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما فأنزل الله قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن ميناء مولى أبى البختري قال لقى الولد بن المغيرة والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هلم فلنعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فان كان الذي نحن عليه أصح من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظا وان كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظا فأنزل الله قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون حتى انقضت السورة * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا قالت لو استلمت آلهتنا لعبدنا الهك فأنزل الله قل يا أيها الكافرون السورة كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال كانت هذه السورة تسمى المقشقشة * وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت ثم جاء مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ثم صلى فقرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد الله الصمد فقال
(٤٠٤)