فغضب أبو طالب، وقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان، وأعظم المهر، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلا بالمهر الغالي.
ولكن يبقى: أن بعض الروايات تفيد: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه قد أمهرها عشرين بكرة (1) وذلك ينافي أن يكون أبو طالب قد ضمن المهر، أو هي ضمنته دونه، أو هي لأبي طالب.
إلا أن يكون المراد: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمهرها بواسطة أبي طالب.
وقيل: إن عليا (عليه السلام) هو الذي ضمن المهر، قالوا: (وهو غلط، لان عليا لم يكن ولد على جميع الأقوال في مقدار عمره (2)).
ويرد عليه: أن ثمة أقوالا - وإن كنا لا نشك في عدم صحتها - تفيد:
أنه (عليه السلام) قد ولد قبل البعثة بعشرين، أو بثلاث وعشرين سنة.
ولذا قال مغلطاي: (وهو غلط، كان علي إذ ذاك صغيرا لم يبلغ سبع سنين) (3).
ونحن نغلط هذه الأقوال، ونستغربها، إذ أن ذلك معناه أنه (عليه السلام) قد استشهد وعمره ست وسبعون سنة. وهو ما لم يقل به أحد.
فنحن لا نقبل قول مغلطاي، ولا نقبل قول أولئك الذين يزعمون أنه قد ضمن المهر، وذلك لما سيأتي في تاريخ ميلاده عليه الصلاة والسلام.