وقد خطبها عظماء قريش، وبذلوا لها الأموال. وممن خطبها عقبة بن أبي معيط، والصلت بن أبي يهاب، وأبو جهل، وأبو سفيان (1) فرفضتهم جميعا، واختارت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لما عرفته فيه من كرم الأخلاق، وشرف النفس، والسجايا الكريمة العالية. ونكاد نقطع - بسبب تضافر النصوص - بأنها هي التي قد أبدت أولا رغبتها في الاقتران به (صلى الله عليه وآله وسلم).
فذهب أبو طالب في أهل بيته، ونفر من قريش إلى وليها، وهو عمها عمرو بن أسد، لان أباها كان قد قتل قبل ذلك في حرب الفجار أو قبلها (2).
وأما أنه خطبها إلى ورقة بن نوفل، وعمها معا، أو إلى ورقة وحده (3) فمردود، بأنه:
قد ادعي الاجماع على الأول (4).
وأما أنا فلا أدري ما أقول في ورقة هذا.
وفي كل واد أثر من ثعلبة، فهو يحشر في كل كبيرة وصغيرة، فيما يتعلق بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن ذلك ليدعوني