الحدة هما من حظ الشيطان، الذي استأصله جبرئيل في عمليته الجراحية المزعومة لدى هؤلاء؟. ثم أوليس كان له ملك يسدده، ويرشده منذ صغره، حسبما نطقت به الروايات (1)؟!.
إلا أن يدعي هؤلاء: أن التسديد لا ينافي الظلم الغريزي.
وحينئذ نقول: ألم يحاول الملك الموكل به ليسدده ويرشده إلى محاسن الأخلاق، أن يرشده إلى قبح الظلم، وحسن العدل؟! ولماذا قصر في أداء مهمته تجاهه؟
وأيضا، ألا يمكن لله تعالى أن يهذب نبيه، ويخفف من حدته بغير هذه الطريقة؟!
وهل صحيح: أن رعاية الغنم أصعب من رعاية غيرها، كما يدعي هؤلاء؟!.
وهل صحيح: أن الظلم غريزة في الانسان؟! وإذا كان غريزة فهل يمكن القضاء عليه بواسطة رعاية الغنم؟!.
وهل كل راعي غنم لا يكون فيه ظلم غريزي، ولا حدة طبيعية..
أم أن ظلمه وحدته، أقل من ظلم غيره وحدته؟!.
ثم، ألا يمكن أن يكون الرعي عملا عاديا، كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم به كغيره من أبناء مجتمعه، الذين كانت الماشية ورعيها عندهم من الوسائل العادية للعيش، وكسب الرزق؟!. وليكون النبي إنسانا يعيش كما يعيش الآخرون من الناس الذين ما عاشوا حياة الترف. ولا شعروا بزهو السلطان؟!.
إلى غير ذلك من الأسئلة التي لن تجد عند هؤلاء جوابا مقنعا ومفيدا.