إلى الشك في كونه شخصية حقيقية، أو أسطورية.
ويلاحظ: أن نفس الدور الذي يعطى لأبيها تارة، ولعمها أخرى، يعطى لورقة بن نوفل ثالثة حتى الجمل والكلمات، فضلا عن المواقف والحركات. فلتراجع الروايات التي تحكي هذه القضية، وليقارن بينها (1).
وسيأتي إن شاء الله مزيد من الكلام حول ورقة هذا.
نعود إلى القول: إن أبا طالب قد ذهب لخطبة خديجة، وليس حمزة الذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته (2) لان ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة والسؤدد في قريش، من جهة، ولان حمزة كان يكبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسنتين أو بأربع (3) كما قيل من جهة أخرى.
هذا بالإضافة إلى مخالفة ذلك لما يذكره عامة المؤرخين في المقام.
وقد اعتذر البعض عن ذلك: بأن من الممكن أن يكون حمزة قد حضر مع أبي طالب، فنسب ذلك إليه (4).
وهو اعتذار واه، إذ لماذا لم ينسب ذلك إلى غير حمزة، ممن حضر مع أبي طالب من بني هاشم وغيرهم من القرشيين؟!.
ويظهر: أن ثمة من يهتم بسلب هذه المكرمة عن أبي طالب (عليه السلام)، واعطائها لأي كان من الناس سواه، حتى لحمزة. ولا ضير في ذلك عنده ما دام أنه قد استشهد في وقت مبكر.