السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٢٩
الله رجاءه بأنه صلى الله عليه وسلم تكاملت فيه الخصال المحمودة والخلال المحبوبة فتكاملت له صلى الله عليه وسلم المحبة من الخالق والخليقة فظهر معنى اسمه على الحقيقة وفي الخصائص الصغرى وخص صلى الله عليه وسلم بإشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه صلى الله عليه وسلم سمى أحمد ولم يسم به أحد قبله ولإفادته الكثرة في معناه لأنه لا يقال إلا لمن حمد المرة بعد المرة لما يوجد فيه من المحاسن والمناقب ادعى بعضهن أنه من صيغ المبالغة أي الصيغ المفيدة للمبالغة بالمعنى المذكور استعمالا لا وضعا لأن الصيغ الموضوعة لإفادة المبالغة منحصرة في الصيغ الخمسة وليس هذا منها وهذا السياق يدل على تسميته صلى الله عليه وسلم بذلك كانت في يوم العقيقة وأن العقيقة كانت في اليوم السابع من ولادته وتقدم ولد الليلة لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا وهو يدل على أن تسميته صلى الله عليه وسلم بذلك كانت في ليلة ولادته أو يومها وقد يقال لا منافاة لأنه يجوز أن يكون قوله هنا وسماه محمدا معناه أظهر تسميته بذلك لعموم الناس وهذا التعليل للتسمية بهذا الاسم يرشد إلى ما قيل اقتضت الحكمة أن يكون بين الاسم والمسمى تناسب في الحسن والقبح واللطافة والكثافة ومن ثم غير صلى الله عليه وسلم الاسم القبيح بالحسن وهو كثير وربما غير الاسم الحسن بالقبيح للمعنى المذكور كتسميته لأبي الحكم بأبي جهل وتسميته لأبي عامر الراهب بالفاسق وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه ادع لي إنسانا يحلب ناقتي فجاءه بإنسان فقال له ما اسمك فقال له حرب فقال أذهب فجاءه بآخر فقال ما اسمك فقال يعيش فقال احلبها ويروى أنه صلى الله عليه وسلم طلب شخصا يحفر له بئرا فجاءه رجل فقال له ما اسمك قال مرة فقال اذهب وليس هذا من الطيرة التي كرهها ونهى عنها وإنما هو من كراهة الاسم القبيح ومن ثم كان صلى الله عليه وسلم يكتب لإمرائه إذا أبردتم لي بريدا فأبردوه أي إذا أرسلتم لي رسولا فأرسلوه حسن الاسم حسن الوجه ومن ثم لما قال له سيدنا عمر رضي الله عنه لما قال لمن أراد أن يحلب له ناقته أو يحفر له البئر ما تقدم لا أدري أقول أم أسكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»