أهل العدل، والوصي أهل الاحسان، وأما قوله * (ذي القربى) * أنهم الأئمة عليهم السلام فان ذلك حقيقة لا مجاز، لانهم أقرب القرباء إليهما، صلوات الله عليهم وعليهما.
ونهى سبحانه عن ثلاثة أشياء: وهي الفحشاء، والمنكر، والبغي، وكنى بذلك عن أعدائهم وسماهم بذلك مجازا أيضا أي أهل الفحشاء والمنكر والبغي.
20 - ويؤيد هذا: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ره)، عن رجاله بالاسناد إلى عطية بن الحارث، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) *.
قال (العدل) شهادة الاخلاص وأن محمدا رسول الله، (والاحسان) ولاية أمير المؤمنين عليه السلام والاتيان (1) بطاعتهما، صلوات الله عليهما (وإيتاء ذي القربى) الحسن والحسين والأئمة من ولده عليهم السلام (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) وهو من ظلمهم وقتلهم ومنع حقوقهم (2).
وموالاة أعدائهم، فهي المنكر الشنيع والامر الفظيع.
قوله تعالى: وأوفوا بعد الله إذا عهدتم ولا تنقضوا الأيمن بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون [91] ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون [92] ولو شاء الله لجعلكم أمة وحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون [93] ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم [94]