الله صلى الله عليه وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء علي عليه السلام بعدهما فأنزل الله عليه * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * ولا محدث ثم قال أبو عبد الله عليه السلام هكذا نزلت:
(إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان - بعلي حين جاء بعدهما - ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) (1).
بيان هذا التأويل: أن قوله * (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * أي في ما يتمناه شيئا لا يحبه ولا يهواه وبيان ما ألقى (2) في أمنية النبي صلى الله عليه وآله أنه ألقى إلى أوليائه وساوسه فأوحى (3) إليهم أن محمدا صلى الله عليه وآله أضافه فلان فاذهبوا إليه لتناولوا من الطعام وتحرزوا (4) فضل ذلك المقام. فأتوا قبل علي عليه السلام ليكون ذلك (فتنة للذين في قلوبهم مرض) ثم قال سبحانه * (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) * وهو ما أضمره أولياؤه في أنفسهم من أن ما فعلوه يكون لهم فضيلة فينسخه الله بأن جعله لهم رذيلة حيث إنهم جاؤوا بغير ما تمناه النبي صلى الله عليه وآله بخلاف ما أراده، ثم قال سبحانه * (ثم يحكم الله آياته أي أمر آياته، وآياته النبي وعلي صلوات الله عليهما والله عليم بالأشياء حكيم) * يضعها مواضعها وضع الدنيا للشيطان وأوليائه وحزبهم الظالمين، ووضع الآخرة لمحمد وآله الطيبين وحزبهم المفلحين والحمد لله رب العالمين.
وقوله تعالى: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين [58] 35 - تأويله: محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود قال: حدثنا (5) الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عز وجل