وقوله تعالى: مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون [٤١] ٧ - لهذه الآية تأويل ظاهر وباطن: فالظاهر ظاهر، وأما الباطن فهو:
ما رواه محمد بن خالد البرقي (١)، عن الحسين بن سيف (٢)، عن أخيه، عن أبيه، عن سالم بن مكرم، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عز وجل * (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت) * قال: هي الحميراء (٣).
معنى هذا التأويل: إنما كني عنها بالعنكبوت لان العنكبوت حيوان ضعيف اتخذت بيتا ضعيفا أوهن البيوت وأضعفها لا يجدي نفعا ولا ينفي ضررا، وكذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة حظها وعقلها ودينها، اتخذت من رأيها الضعيف وعقلها السخيف - في مخالفتها وعداوتها لمولاها - بيتا مثل بيت العنكبوت في الوهن والضعف لا يجدي لها نفعا، بل يجلب عليها ضررا في الدنيا والآخرة لأنها بنته ﴿على شفا جرف هار فانهار﴾ (4) بها في نار جهنم هي ومن أسس لها بنيانه وشد (5) لها أركانه وعصى في ذلك ربه وأطاع شيطانه واستغوى لها جنوده وأعوانه، فأوردهم حميم السعير ونيرانه، وذلك جزاء الظالمين والحمد لله رب العالمين.
وقوله تعالى: وتلك الأمثل نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون [43] 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد ابن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مالك بن عطية، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن