وكذلك جرى حكم الأئمة عليهم السلام بعده واحد بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض وهم (الحجة) البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.
أما علمت أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقر لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله، ولقد حملت مثل حمولة محمد وهي حمولة الرب، وأن محمدا يدعى فيكسى ويستنطق فينطق، وأنا ادعى فأكسى وأستنطق فأنطق ولقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي: علمت المنايا (1) والقضايا وفصل الخطاب (2).
وقوله تعالى: إن في ذلك لآيات لاولى النهى [54] 6 - تأويله: ذكره علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قال: روي عن العالم عليه السلام أنه قال: نحن أولو النهى، أخبر الله نبيه بما يكون بعده من ادعاء القوم الخلافة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام بذلك وانتهى إلينا ذلك من أمير المؤمنين، فنحن أولي النهى، إنتهى علم ذلك كله إلينا. (3) 7 - ويؤيده: ما رواه محمد بن العباس (ره)، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار ابن مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * قال: والله نحن أولو النهى، (قلت: وما معنى نحن أولو النهى؟) (4) قال: ما أخبر الله جل اسمه رسوله به مما يكون بعده من ادعاء الخلافة والقيام بها بعده ومن بعدهما (5) بنو أمية قال: فأخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وكان ذلك كما أخبر الله رسوله،