قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
فقال صلى الله عليه وآله: أي والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن (1) تجللها (2) السحاب.
يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله (3).
إعلم وفقك الله لطاعتهم أنه إنما فرض الله سبحانه طاعة أولي الامر مع طاعة الرسول، صلى الله عليه، وعليهم السلام، لانهم معصومون كعصمته، وغير المعصوم لا يجب طاعته لقوله تعالى * (لا ينال عهدي الظالمين) * والمخاطبون بالطاعة غير أولي الامر وإلا لكان الانسان مخاطبا بطاعة نفسه، وهذا غير معقول.
وطاعتهم مفترضة على جميع الخلق، لما ورد عنهم في أشياء كثيرة منها:
14 - ما جاء في دعاء يوم عرفة من أدعية الصحيفة، قال الامام مشيرا إليهم صلوات الله عليهم (وجعلتهم حججا على خلقك، وأمرت بطاعتهم ولم ترخص لأحد في معصيتهم، وفرضت طاعتهم على من برأت) (4).
وهذا يدل على أن آل محمد صلى الله عليه وآله (الغر الميامين) أفضل الخلق أجمعين من الأولين والآخرين، والحمد لله رب العالمين.
قوله تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا [66] وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما [67] ولهديناهم صراطا مستقيما [68] 15 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم، عن بكار، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: هكذا نزلت هذه الآية * (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به - في علي - لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) * (5).